آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه

آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه

آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه

من أجل النيل على الثواب والأجر كاملاً يتساءل العديد من الأشخاص على آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه وتدبره واستقاء الأحكام، وهذه الآداب التي نطرحها عليكم هي ما يجب الامتثال بها عند تلاوة القرآن الكريم.

آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه وتدبره واستقاء الأحكام:

كما نعلم جميعًا أن لتلاوة القرآن آداب ولكن يجب ذكرها ببعض التفاصيل الأخرى لتوضيحها، ونذكر آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه وتدبره واستقاء الأحكام:

1- إخلاص النية:

  • من أفضل وأهم آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه هو إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
  • فعلى ذكر ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى..).
  • وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر قارئ القرآن من ضمن الثلاثة الذين تسعر بيهم النار يوم القيامة “…” ولا شك أن سبب تسعير النار به هو قصده وجهًا آخر في قراءته ”.
  • ويقول النبي عليه أزكى الصلاة وأتم السلام: ” إن الله ينزل إلى العباد يوم القيامة ليقضي بينهم، وكل أمةٍ جاثية، فأول من يُدعى به رجلٌ جمع القرآن، ورجلٌ قتل في سبيل الله، ورجلٌ كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلتُ على رسولي ؟.
    قال: بلى يارب، قال: فماذا عملت بما علمت ؟ قال: كنتُ أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلانٌ قارئ، فقد قيل ذلك -أخذت أجرك في الدنيا- ثم يسحب إلى النار -والعياذ بالله.

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية وعلى من تجب

2- تلاوة القرآن على طهارة:

  • ورغم النقاش والمجادلة التي تحدث بين العلماء في حكم الطهارة لتلاوة القرآن ومس المصحف إلا أنه لا شك في أن ذلك تلاوة القرآن على طهارة أفضل.
  • قفد قيل: ( أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث، والأفضل أن يتطهر لها ).

3- التسوُّك:

  • التسوُّك هو من الأمور المستحبة لذلك يجب على قارئ القرآن أن يتسوك ويعتبر ذلك من أهم وأفضل آداب تلاوة القرآن الكريم.
  • وفي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي، قام الملك خلفه فيستمع لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها، حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن ”.

4- الإستعاذ:

  • وكذلك من آداب تلاوة القرآن الكريم أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم.
  • قال تعالى ” فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ”.
  • والمعنى من: “ إذا قرأت ” أي: إذا أردت القراءة، وبعض أهل العلم قد أوجب الإستعاذ عند قراءة القرآن الكريم.
  • أن يبدأ القارئ بالإستعاذ في القراءة يكون أفضل حتى ينصت ويستمع له الجالسون من حوله.
  • ومن أفضل صيغ الإستعاذ: ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه ).

5- البسملة:

  • علاوة على جميع ما سبق تعد البسملة من آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه وتدبره واستقاء الأحكام أيضًا، فيجب أن يحافظ القارئ على قراءة البسملة عند أول كل سورة.
  • لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرف انتهاء السورة وابتدأ السورة التي تليها عن طريق البسملة.
  • وبما أن البسملة تكون في بداية كل سورة، فإذا بدأ القارئ من وسط السورة فيكتفي بالإستعاذ.

6- ترتيل القرآن:

  • وهذا من قول الله تعالى: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )، وكانت أم سلمة ” رضى الله عنها وأرضاها ” تصف قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم أنها قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً.
  • وفي الصحيح عن ابن مسعود: أن رجلاً قال له: “ إني لأقرأ المفصل في ركعة ؟ فقال عبد الله: هذا كهذ الشعر ؟” -ينكر عليه، أي: الإسراع بالقراءة- “ إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ”.
  • وقال ابن مسعود: ” لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ، كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ “.
  • وفي رواية أخرى: ” لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة “.

7- الاجتماع لتلاوة القرآن:

  • ومما يتعلق أيضًا بآداب تلاوة القرآن، الاجتماع لتلاوته، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ”.
  • ويعد الاجتماع لتلاوة القرآن الكريم وتدبره من المستحبات التي لها فضل وأثر عظيم.
  • ومن السنة عند الاجتماع لتلاوة القرآن الكريم، أن يأمر الجامع واحدًا منهم أن يقرأ ويستمع الباقون.

8- عدم الجهر بالقراءة على الآخرين:

  • وكذلك من آداب التلاوة ألا يجهر شخصٌ على غيره بالقراءة، قال: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن حتى لا يحدث تشويشٌ يضرّ كليهما.

9- البكاء عند تلاوة القرآن:

  • وكذلك من آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه البكاء عند تلاوة القرآن الكريم أو سماعه لقول الله تعالى “ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ”.
  • والبكاء عند التلاوة يكون إشارة على الخشوع، فالنبي لما أمر ابن مسعود أن يقرأ عليه التفت إليه ابن مسعود، فإذا عيناه تذرفان ﷺ.
  • ولكن ليس شرطاً أن يكون بكاءً مصطنعًا، لكن لا ننسى أن التباكي والأحاسيس بكلمات القرآن هو ما يوصل للخشوع وإيصال معاني الآيات القرآنية إلى القلب.

10- استقبال القبلة:

  • وضح بعض أهل العلم أن من آداب تلاوة القرآن الكريم استقبال القبلة.
  • واستدلوا على ذلك بحديث: “ خير المجالس ما استقبل به القبلة ”، وإن كان الحديث ضعيفًا، إنما إذا استقبل القبلة يكون ذلك أفضل.

اقرأ أيضًا: حكم ترك الأضحية مع القدرة

القرآن الكريم:

  • القرآن الكريم هو معجزة الله الباقية إلى يوم القيامة، وكتابه الواضح الذي أنزله على رسوله ليكون نور وهداية للناس.
  • حيث أنه لا تستقيم حياة الإنسان دون تلاوته وتدبر القرآن الكريم واستقاء الأحكام من آياته “ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُها ”.
  • وفي فضل تلاوة القرآن الكريم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “أوصيك بتقوى الله تعالى فإنها رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض”
  • بالإضافة إلى أن كل حرف يقرأه القارئ من القرآن ينول ثواب عليه.
  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ).

آداب الاستماع إلى القرآن الكريم:

بالإضافة إلى أن لقراءة القرآن آداب فإن الإستماع له آدابٌ أيضًا وثواب وفضل كبير بإذن الله، فقد قال الله في آياته: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )، فالسامع لآيات القرآن بإنصات يتنزل عليه رحمة من ربه ومغفرة بإذنه تعالى، إذ أنه يتذكر ربه بآياته فيذكره الله في ملأ خير من ملأ الدنيا، وهذا كما أخبر بذلك نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، لذا فالاستماع للقرآن آدابٌ منها ما نوضحه في الأسطر التالية:

  • أن يجلس المستمع بأدب وبجلسة تناسب وتعطي المقام قيمته.
  • عدم الانشغال عن آيات القرآن الكريم وأن يكون منصتا لآياته متدبرًا لأحكامه.
  • السجود عند سماع آية فيها سجدة ويذكر الله سبحانه وتعالى.
  • أن يكون ذات تركيز في آياته بخشوع لكي يصل إلى مرحلة الخشوع.
  • أن يقوم بتصحيح أخطاء القارئ بأدب وبهدوء حتى لا يجزع ويتوتر في قراءته.

ثواب قراءة القرآن الكريم:

بعد أن تحدثنا عن آداب وتلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه، يجدر الإشارة إلى الثواب الذي يناله القارئ، ونذكر ما يخصها من معلومات فيما يلي:

  • في البداية يجدر ذكر أن قراءة القرآن تعد من أيسر ما يكون من العبادات التي لها أجر وثواب عظيم.
  • فكما ذكرنا من قبل أن لكل حرف منها له حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
  • فكما قال رسولنا الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم السلام في الحديث المعروف: “ من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “ألم” حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ”.
  • علاوة على أن قراءة القرآن تزيد من الإيمان، وذلك بمعرفة القصص المذكورة به، وتذكير بالأمم السابقة، لنأخذ منها العبرة ونتعظ.
  • كما أن قراءة القرآن شاغلة للوقت، قاضية على الفراغ وما يحدث بسببه من غيبة ونميمة وما إلى ذلك فهي دافعة لذنب وضرر.
  • وبالإضافة إلى ذلك أنك تتعلم من علم الله الذي لا حدود لعلمه، فسبحان الله عز جلاله.

اقرأ أيضًا: حكم الحجامة في رمضان

ثواب قراءة القرآن بدون تجويد:

  • أما عن التلاوة بدون تجويد فيجدر الإشارة إلى أن الإسلام دين لا يصعب الأمور بل يبسطها بعديد من النواحي.
  • وللتأكيد على ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض على عباده أن يتعلموا علم التجويد.
  • ولكن عين الله تعالى على عباده التلاوة أجرً عظيمًا وجائزة لهذا القارئ.
  • روتِ السيدة عائشة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: ” الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ “.
  • ومن قرأ القرآن واجتهد به نال على أجران من الله، والله كريم ولا يضيع أجر عاملًأ إذا أحسن عمله.

مفاتيح حب القرآن:

لا تتعلق مفاتيح حب القرآن بشيء مادي فالحب نابع من القلب وتجدر الإشارة إلى أن حب القرآن يجب أن يكون ناتج عن كثرة التعلق به وبالله والشوق إلى الجنة وهو كما نوضحه فيما يلي:

  • فمن أحب القرآن تعلق به في الدنيا والآخرة وتلذذ بقراءته، ويجب أن تدرك أن القلب ما هو إلا آلة الفهم والعقل والإدراك.
  • كما في قوله تعالى في سورة الحج: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }.
  • ويجب العلم أن القرآن الكريم من يحافظ على قراءته فله مكانة عالية عند الله ورسوله، ومن ترك القرآن يوم تركه يومان، ومن ترك قراءة القرآن يومان تركه القرآن أسبوع ومن تركه أسبوع تركه القرآن الدهر كله.
  • لذلك يجب الحفاظ على قراءة القرآن، وللتيسير أن الله قد ذكر أن نقرأ منه ما تيسر لعلمه بمشاغل الحياة والصعاب التي تواجهها.
  • وما يحصل لك من التدبُّر فهو نعمة عظيمة من الله تعالى تستوجب الشكر لا الفخر فمتى أعطاك الله فهم القرآن وفتح لك معانيه فاحمد الله تعالى وأسأله المزيد من علمه وفضله.
  • وأنسب هذه النعمة إليه وحده واعترف بها ظاهرًا وباطنًا .