تعتبر قصه النمرود واحدة من أهم القصص التي تحكي عن عاقبة تحدي الله والأمتناع عن قبول رسالة الرسل والأنبياء للهداية يجب أن تحكيها لأطفالك.

قصه النمرود

القصص التي تتعلق بمحاربة الحكام الظالمين تجعل الأطفال يتعرفون على نهاية وعاقبة من عاند الله مثل قصه النمرود التي كانت نهايتها غير متوقعة.

• عُرف النمرود بأنه واحد من الطغاة الاثنين الذي حكى عنهم رسول الله فقد تحدث في حديث له عن من ملكوا الدنيا هم أربعة أشخاص
•  منهم اثنين صالحين وهم سيدنا سليمان وذي القرنين.
• ومنهم اثنين طالحين وهم النمرود وبختنصر، وعن النمرود فهو كان أول جبار معروف حكم الأرض وكان حاكم بابل أي العراق.
• وولد النمرود سنة 2053 قبل الميلاد وهو من الشخصيات التاريخية الهامة حتى إنه تم ذكره أول مرة في التوراة أيضا على أنه ملك جبار عاند وتحدى الله.
• وعن اسمه كاملا فقد ذكره ابن كثير على أنه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح.
• وأضاف ابن كثير عنه في كتاب له اسمه البداية والنهاية واصفًا له بأنه أول من قام بوضع التاج على رأسه.
• وقد تجبر بشكل لم يسبق وطغى في الأرض وادعى أنه الإله الذي يجب أن يعبده الناس.
• وحكم الأرض لمدة 400 سنة وله العديد من القصص التي توضح عناده وتجبره.

اقرأ أيضا قصة قصيرة جدا للاطفال

1. قصة النمرود مع ابليس

ذلك الجزء من أهم الأجزاء في قصه النمرود فهي توضح سبب عناده.

• فكان قبل الحكم رجل ثري وله مكانة عظيمة نظرًا لكثرة ماله.
• وفي يوم من الأيام كان يغتسل حوله الجواري فدخل عليه مكان الأغتسال رجل أحدب بثياب سوداء اللون
  فتعجب الرجل وقال للنمرود باستحقار وسخرية هل أنت من سيحكم الأرض كلها.
• فاشتد غضب النمرود وأمر بقتل الرجل وكل الجواري الآتي سمعن حديث الرجل.
• ثم ذهب لغرفته فوجد الرجل الذي قتله فتفاجئ النمرود من ذلك.
• وقال له من أنت فرد إبليس عليه أنا أمير النور يوم خُلق النور وإذا أردت حقا أن تحكم الأرض يجب أن تشاهد هويتي الحقيقية.
• فظهر وكان عملاق الشكل وجسمه غزير الشعر وهكذا شاهد إبليس وأمر إبليس أن يسجد النمرود له إذا أراد الحصول على القوة والجبروت.
• فعلمه إبليس السحر وجعله قادر على أن يملك الأرض ولكن مع الوقت اكتشف النمرود أن إبليس ليس لديه سوى الحيلة.
• فتمرد على إبليس وتمتع بالحكم منفردا، ولكن الله أرسل له ملك من الملائكة ليهديه فلم يؤمن.
• كرر الله له الرسالة ثلاث مرات فكانت عاقبته صادمة مع نبي الله إبراهيم.

اقرأ أيضا قصة قصيرة للكبار عن الحب

2. حلم النمرود

قصه النمرود مع سيدنا إبراهيم عليه السلام.

• فعن القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن أنه ذات يوم رأى النمرود حلم في الفترة التي أصبح فيها حاكم عظيم.
• وشاهد نفسه وأنه قد طلع كوكب بالسماء حجب ضوء الشمس إلى أن اختفى كل الضوء.
• ففزع النمرود من الحلم وقد تهافت الكهنة والمنجمين على تأويل ذلك الحلم.
• وقالوا له إنه سيولد طفل سيهلك ملكك بنفسه.
• وبناء على ذلك التفسير أمر بذبح كل الأطفال الذكور الذين جاءوا في تلك الفترة من السنة.
• علاوة على ذلك فقد أبهرنا الله بتدبيره فقد ولد في تلك الفترة سيدنا إبراهيم وأخفته أمه حتى كبر.
• وأصبح هو من يحارب عبادة الأصنام وعبادة النمرود من دون الله.
• وكبر سيدنا إبراهيم وكان قبل أن يهديه الله لعبادة الإله الواحد يبحث في الكون عن الخالق الحقيقي متقن الصنع.

اقرأ أيضا قصة قصيرة للكبار

3. قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم

• عندما أصبح سيدنا إبراهيم شاب بدأ بدعوة أهله ليتركوا عبادة الأصنام والنمرود وأن يعبدون الله
• ولكن لم يجد نبي الله إبراهيم استجابة.
• وفي أحد الأيام كان هناك احتفال أو عيد عند قوم سيدنا إبراهيم فخرج القوم للاحتفال في مكان آخر.
• وفي تلك الأثناء ذهب سيدنا إبراهيم وكسر كل الصنام الهامة في المدينة ما عدا كبيرهم من الأصنام.
• وبعدما عاد القوم من الحفل وجدوا أن أصنامهم قد تم تكسيرها فسألو نبي الله إبراهيم عما حدث فقال لهم إن كبير الأصنام هو من كسر الأصنام الأخرى.
• ولكنهم لم يقتنعوا بذلك وقيل إنه قد وشى أحد الرجال من قومه إلى أن إبراهيم من فعل ذلك فأعدوا له نار عظيمة.
• وقال عنه المؤرخون أن النار التي أعدت لسيدنا إبراهيم كانت إذا طار فوقها الطيور سقطت ميتة من الحرارة.
• ووضعوا سيدنا إبراهيم في النار ولكن الله بحوله وقوته أمرها أن تكون بردا وسلامًا على سيدنا إبراهيم.
• كما قال ابن كثير والقرطبي أن نمرود تعجب كثيرا من كيفية نجاة سيدنا إبراهيم من النار التي أعدها القوم بأمره وأراد أن يناظره ليعرف رب إبراهيم .
• وقد سأل النمرود سيدنا إبراهيم ماذا يفعل ربك وأجابه سيدنا إبراهيم أن ربه قادر على أن يحيي ويميت الخلق فقال له النمرود متعجرفا ومتكبرا أنا قادر على أن أحيي وأميت.
• وفي وقت المناظرة أمر النمرود الحراس بأن يحضروا مساجين سوف يتم إعدامهم.
• وقام بإطلاق صراخ أحدهم وقتل الآخر وكان يعتقد أنه بذلك له القدرة على سلب الروح أو وهبها للناس.
• ورد سيدنا إبراهيم على فعلته تلك وقال له إنه إن كان صادقًا فعليه أن يحيى من قتله.
• ولكن بالطبع لم يحدث وسأل النمرود سيدنا إبراهيم عن ماذا يفعل ربك أيضا.
• فقال له إن ربي قادر على أن يأتي بالشمس من المشرق كل يوم.
• وقال له إن كان إله حقا آت بها من المغرب وبالطبع لم يقدر فهي قدرة خالق وليس مخلوق.

4. كيف مات النمرود؟

• على الرغم من أن سيدنا إبراهيم قد أفحم وجه النمرود بالمناظرة القوية التي قام بها ليظهر قدرة الله الواحد الأحد إلا أن النمرود لم يتعظ.
• وكانت نهاية النمرود هي أهم جزء في قصه النمرود التي توضح بشاعة من يتحدى ويتجبر على الله.
• فبعد انتهاء المناظرة وازداد النمرود في عناده قام النمرود بجمع جيوشه والذهاب للمكان التي تشرق منه الشمس في منطقتهم.
• ولكن الله أرسل عليهم جيش ضخم من الذباب فأخفوا قرص الشمس من كثرتهم.
• وأكل الذباب جلود الجيش كله ولم يتبقى منهم سوى النمرود بمفرده.
• وفجأة دخلت ذبابه في أنف النمرود كانت بسببها قد بدأت نهاية النمرود.
• فظلت الذبابة حية في تجويف الجمجمة للنمرود وتقوم بتأليمه وعمل أصواتها المزعجة فكانت لا تهدأ إلا عندما يضربه الناس بالنعال بالمطارق على رأسه.
• وكلما كانت الضربة أقوى هدأت الذبابة فترة أطول.
• وظل ذلك العذاب طيلة 400 سنة من حكمة وذات مرة طلب من شدة الألم أن يضربه الناس بالمطرقة ضربة شديدة للغاية لتهدأ الذبابة.
• ولكنه مات على إثرها متألما مذلولا لينتقل بذلك لعذاب لا نهائي.
• ومن يعلم فقد كانت تلك الذبابة هي فرصة أعطاها الله له يعود عن أفعاله ويؤمن ولكنه ظل بعناده رغم الألم فعاقبه الله أشد العقاب.

وانتهت بذلك قصه النمرود التي عاشت قرابة خمسة قرون من الظلم والعناد وهنا يوضح لنا الله أنه مهما طغى الإنسان فهو في النهاية ضعيف.