عند الحديث عن الوطن لا تفنى الكلمات، فهو المَسكن والمأوى، وطالما تغنى بحبه الشعراء، وكتبوا القصائد من أجله، وقد يحتاج الشخص إلى بعض القصائد الوطنية من أجل قولها في المناسبات المختلفة أو قراءتها والاستمتاع بها، ونبين قصيدة عن الوطن في مقالنا، ونطرح الكثير من الأبيات الشعرية الرقيقة من أجله.

قصيدة عن الوطن

تحدث الشعراء كثيرًا عن الوطن في قصائدهم، واهتموا بإرشاد الناس إلى ضرورة الدفاع عنه، وحمايته مع الإخلاص في محبته، فهو الأمان بالنسبة للإنسان، وعندما يبتعد عنه يشعر بالوحدة والغربة، ونوضح قصيدة ”وطني أحبك لا بديل“:

وطني أحبك لا بديل

أتريد من قولي دليل

سيظل حبك في دمي

لا لن أحيد ولن أميل

سيظل ذكرك في فمي

ووصيتي في كل جيل

حب الوطن ليس ادعاء

حب الوطن عمل ثقيل

ودليل حبي يا بلادي

سيشهد به الزمن الطويل

فأنا أجاهد صابرا

لأحقق الهدف النبيل

عمري سأعمل مخلصا

يعطي ولن أصبح بخيل

وطني يا مأوى الطفولة

علمتني الخلق الأصيل

قسما بمن فطر السماء

ألا أفرط في الجميل

فأنا السلاح المنفجر

في وجه حاقد أو عميل

وأنا اللهيب المشتعل

لكل ساقط أو دخيل

سأكون سيفا قاطعا

فأنا شجاع لا ذليل

عهد علي يا وطن

نذر عليا يا جليل

سأكون ناصحا مؤتمنا

لكل من عشق الرحيل

شاهد ايضا: حوار عن الوطن

أهم قصيدة في حب الوطن

أهتم الشاعر المصري الكبير مصطفى صادق الرافعي بكتابة الأشعار عن الوطن، ومن أبرزها قصيدة ”بلادي هواها في لساني وفي دمي“، والتي أثرت في الكثير من أبناء جيله، والشباب الذين قاموا بقراءتها، ونسردها في النقاط الآتية:

بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحب بلاده

ولا في حليف الحب إن لم يتيم

ومن تؤويه دار فيجحد فضلها

يكن حيوان فوقه كل أعجم

ألم تر أن الطير إن جاء عشه

فآواه في أكنافه يترنم

وليس من الأوطان من لم يكن لها فداء

وإن أمسى إليهن ينتمي

على أنها للناس كالشمس

لم تزل تضيء لهم طراوكم فيهم عمي

ومن يظلم الأوطان أو ينسى حقها

تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خير فيمن أن أحب دياره

أقام ليبكي فوق ربع مهدم

وقد طويت تلك الليالي بأهلها

فمن جهل الأيام فليتعلم

وما يرفع الأوطان إلا رجالها

وهل يترقى الناس إلا بسلم

ومن يك ذو فضل فيبخل بفضله

على قومه يستغني عنه ويذم

ومن يتقلب في النعيم شقي به

إذا كان من آخاه غير منعم

شاهد ايضا: قصيدة مدح في رجل كريم

قصيدة ”يا بلادي لك قلبي“

كتب الشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة مجموعة من الكلمات العظيمة في حب بلاده، والتي أوضح فيها تقديره العميق إلى وطنه، وتضحيته من اجله في كل لحظة، وجاءت الكلمات كما يلي:

يا بلادي لك قلبي

لك آمالي وحبي وجهادي

يا بلادي أنت هذا العطر

يأتي من فم الوادي

مع الصبح الطري

أنت كل الحسن

أنت نظرة الله إلى القلب البري

وعيون الكوثر وسرير الأعصر

وجلال الخلد باد

يا بلادي ينشر المجد عليك راية

من مفرقيك وينادي يا بلادي

عبق الإلهام فيك ماليء أرضك

أعراف السماء يتمشذى في بنيك

فهم أمس ملوك شعراء

ورعاة أنبياء وأباة حلفاء

وهم اليوم معاد

يا بلادي قالت الدنيا جبيني

لم يكن لو لم تكوني

أنت كالفجر فتيه أنت كالشمس غنيه

لم يهن في راحتيك الذهب

يأخذ الشعر رويه منك

والحكمة فيك الأدب طهري

اليوم دمي وغدا

كوني فمي يستريح فيك رماديا

يا بلادي

أبيات شعرية قصيرة للوطن

جميعنا نشعر بالحماية والأمان داخل بلادنا، ونتمنى زوال الأذى والقلق من داخلها كي تعم السكينة أرجاء الوطن، ويزول عنا الشر، ويحب الأشخاص كتابة الأبيات الشعرية عن الوطن، والتي تشعرهم بالمحبة والحماس، ومن أبرزها:

موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك 

والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك 

هل أراك سالما منعما وغانما مكرما 

هل أراك في علاك تبلغ السماء 

موطني الشباب لن يكل همه أن تستقل أو يبيد 

نستقي من الردى ولن نكون للعدى كالعبيد

                         ……….

وطن ولكن للغريب وأمة ملهى الطغاة 

وملعب الأضداد يا أمة أعيت لطول جهادها 

أيكون موت أم سكون رقاد 

يا موطنا عاثت الذئاب بأرضه 

عهدي بأنك مربض الآساد 

ماذا التمهل في المسير 

كأننا نمشي على حسك وشوك اقتاد 

هل نرتقي يوم وملء نفوسنا 

وجل المسوق وذلة المنقاد

……….

يا مصر أنت الأهل والسكن 

وحمى على الأرواح مؤتمن

حبي كعهدك في نزاهته 

والحب حيث القلب مرتهن

ملء الجوانح ما به دخل 

يوم الحفاظ وما به دخن

ذاك الهوى هو سر كل فتى منا 

توطن مصر والعلن

ما هي أهمية الوطن في حياتنا؟

يجب أن يكون لكل إنسان وطن يشعر بالانتماء داخله، وتملئه الألفة عند ذكره، فبدون الأوطان يتشتت الشخص، ويصبح فاقدًا لهويته، فهو الكيان والأصل لكل شيء، وهو أغلى ما يمتلكه الفرد، ومن أهميته:

• إنه الحصن والأمان بالنسبة للفرد الذي يبحث عن الطمأنينة، فحزن النبي- صلى الله عليه وسلم- عندما أجبر على الخروج من مكة، وشعر بالغربة.
• يشعر الشخص بالتفاؤل والأمل عند حدوث الإنجازات في وطنه، فيصبح فخورًا بوجوده داخله، ويشعر بقيمة نفسه.
• الوطن هو الذي تجتمع فيه العائلة والأصدقاء، وشريك الإنسان في الحياة، وبالتالي يطمئن قلبه عند ذكر وطنه، وخاصة إذا كان مفارقًا إليه، وبعيدًا عنه.
• على كل شخص أن ينتمي إلى وطنه، ولا يخونه مطلقًا أيا كانت الدوافع أو الأسباب كما لا ينصر أحد على وطنه.
• يمتلك الوطن أهمية كبيرة في حياة أبنائه، ولذلك عليهم الحفاظ عليه، وبذله أقصى جهد من أجل تطويره، والحرص على تقدمه، ودفعه إلى الأمام.
• يدافع الأشخاص عن الوطن بدمائهم، وذلك يعبر عن أهميته في حياتهم، فيحاولون حمايته ضد الأعداء، وعدم السماح لأحد بالمساس به.

كيف ندافع عن وطننا؟

نستطيع بذل الكثير من الجهد والدفاع عن وطننا ضد كل من يفكر في ضرره أو اقتحامه من أجل تدميره، وقد يكون الدفاع عسكريًا ضد الأعداء والجيوش أو نتمكن من الدفاع عنه عن طريق التقدم والتطور، ونوضح ذلك في النقاط الآتية:

• إذا تعرض الوطن إلى مهاجمة الأعداء، فيجب الدفاع عنه بكل ما نملك من جهد، مال، وسلاح لدرء ذلك الأذى عنه، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدافع عن أرضه دائمًا، ولا يتركها العدو.
• قد تظهر بعض الاعتداءات الداخلية على الوطن عن طريق الأشخاص الفاسدين، والعملاء أو قيام بعض الطوائف بالانقسام، وإحداث البلبلة، ويجب التصدي إليهم، والانتهاء ارتكاب هذه التصرفات المؤذية.
• يتم وضع مصلحة الوطن فوق جميع المصالح الشخصية للأفراد داخله، ومن هنا يتقدم، وينتصر، ويتحقق الدفاع عنه كي يصل الى الأمان.
• يجب على الجميع التعاون والتكاتف حتى نتخلص من أي أضرار تقع على الوطن، والتفكير بصورة إيجابية في حالة تدخل بعض الأشخاص المدبرين من أجل إضرار مصالحه.
• يحثنا ديننا الكريم على الدفاع عن أوطاننا، وعدم تركها فريسة لمن يحاول الاعتداء عليها، فكان النبي محمد يجاهد، ويضع المال، وكان الصحابة يقدمون أرواحهم من أجل حماية بلادهم.

شاهد ايضا: مقدمة حفل عن الشهيد

وعند نهاية مقال قصيدة عن الوطن نكون أوضحنا أبرز القصائد التي تحدثت عن الأوطان مع ذكرنا أهمية وجود وطن للإنسان يشعر فيه بالاستقرار، وما هي الأمور الواجب علينا فعلها تجاه أوطاننا؟ ونتمنى أن نكون حققنا الاستفادة المرجوة من موضوعنا.