من شروط قبول العبادة وأن تكون صحيحة هو أمر عظيم يشغل اهتمامات كل مسلم، وكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه ” الفقه الإسلامي الميسر”، فإن سبب الخلق هو العبادة، وقد تم الخلق بحيث أصبحت العبادة هي الأمر المطلوب منهم، حيث يقول الله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، لذلك يجب دراسة أصول الدين وعباداته للتأكد من صحتها وفعلها على الوجه الذي يرضي الرحمن، وهذا ما سوف نتعرف عليها من خلال موقع الوفاق – elwefaq.com.

من شروط قبول العبادة

الحديث عن موضوع هام مثل من شروط قبول العبادة يجعلنا نستقي المعلومات من مصادر شرعية موثوق منها، وهنا يجب التمييز بين موضوعين أساسيين بخصوص العبادة وهما:

• شروط القبول بشكل عام، أي لا تقتصر على عبادة معينة، ويجب أن تتحقق في جميع أعمال المسلم الموجهة إلى الله.
• دلائل قبول العبادة الخاصة، كل عبادة محددة لها شروط قبولها (شروط صحتها)، والشروط الخاصة لقبول العبادة هي ما نناقشه بعد ذلك.

اقرأ أيضاً:  معلومات عن الصلاة

ضوابط قبول العبادة بشكل عام

يتفق معظم الفقهاء على أن هناك شرطين من الشروط، ويجب توافرهما في العبادة حتى تكون مقبولة عند الله، وهما:

شرط عبادة الله تعالى بإخلاص

عبادة الله الصادقة شرط أساسي لقبول العبادة، حيث قال الله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”، أي أن العبد في كل أقواله وأفعاله، سواء كانت الظاهرة أو الباطنة هفها يجب أن يكون إرضاء الله سبحانه وتعالى.

موافقة العمل للشرع الذي أمر الله به

الشرط الثاني للعبادة المقبولة أن يكون العمل بحد ذاته متوافقًا مع ما شرعه الله في القرآن أو في السنة النبوية المطهرة، فلا يتم التعبد إلا بما قد شرعه الله ورسوله.

الإسلام من شروط قبول العبادة

قال الله تعالى في الآية الخامسة من سورة المائدة “وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، وهذا يعني أن تكون العبادة من المؤمنين وليس من الكفار لتكون مقبولة.

اقرأ أيضاً: مبطلات الصيام

شروط صحة الصلاة

أما من شروط العبادة والتي يقصد بها العبادة بشكل خاص مثل صحة الصلاة، فإن من شروط قبولها ما حدده الفقهاء ونعرضه لكم فيما يلي:

• الطهارة من الحدث أي رفع الحدث سواء كان الأصغر أو الأكبر، وإذا كان الحدث بسبب النجاسة فهو يزال عن طريق الوضوء أو الغسل.
• الطهارة من النجاسة أي تطهير الجسد والثياب من أي نجاسة.
• ستر العورات، والعورات هي كل ما يجب أن يقوم المسلم بستره، ويُحرم أن يتم النظر إليه، واتفق العلماء والفقهاء على أن ستر العورة واجب في الصلاة.
• التعرف على وقت دخول الصلاة، حيث أن دخول وقت الصلاة شرط من شروط قبول العبادة، وقد قال الله تعالى: “إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”.
• استقبال القبلة من شروط العبادة، والقبلة عند المسلمين هي الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام الموجود في مكة.

اقرأ أيضاً: شروط الصلاة

علامات قبول العبادة

هنا العديد من العلامات التي تنقل البشارة إلى المؤمنين بقبول عبادتهم، وقد تحدث عنها الفقهاء، نوجزها لكم فيما يلي:

• المداومة دون الانقطاع: فإن كل أمر نقصد به وجه الله تعالى سوف يساعدنا الله بأن نداوم عليه، فكما يل في الأثر ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
• استصغار العمل: هذه إحدى حالات الإخلاص والقبول، لأنه كلما اتقن الإنسان العمل، زاد معرفته بعظمة نعمة الله، من حالات المخلصين المقبولين، فإن الإنسان كلما أتقن العمل عرف عظم فضل الله عليه، الذي دون فضله ما قدر على هذا العمل، أو لم يقدر على اتقانه.
• التواضع والطاعة: حيث يتفق الفقهاء على أن إحدى علامات قبول العبادة هي أنه كلما زاد أدائها، أصبح أكثر تواضعًا.
• يحب العبادات ويكره العصيان: قال الله تعالى في وحيه القاطع: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، ومن علامات العبادة المقبولة أن الله تعالى يجعل العبادة محببة في نفوس عباده.

هنا نكون وصلنا إلى نهاية نقاشنا حول موضوع هام من شروط قبول العبادة التي يبحث عنها كل مؤمن مخلص، حيث يتمنى معرفة الشروط لكي يقبل عمله لوجه الله سبحانه وتعالى.